فى العدد الصادر من الجريدة الأمريكية The Saturday Evening Post بتاريخ 9
أكتوبر عام 1926 نشرت قصة قصيرة بعنوان جوز الهند كتبها الروائى بن أمس ويليامز Ben Ames Williams (1889-1953) جاء بها:
أراد مقاول بناء أن يمنع منافس له من الدخول فى مناقصة أراد الفوز بها، فإتفق
لدى موظف لدى منافسه أن يفوت الفرصة على رئيسه لمنعه من الدخول فى المناقصة، ولأن
الموظف كان من المشغوفين بالمسائل الرياضية فقد قام بوضع مسألة وعرضها على موظفى
الشركة للقيام بحلها، فوصلت المسألة إلى رئيس الشركة الذى إهتم بها محاولا العثور
على حل لها، لدرجة أنه نسى ميعاد الدخول فى المناقصة، مما أدى إلى ضياع العملية
منه.
كانت المسألة التى وضعها الموظف هى:
كان خمسة من البحاره يركبون مركبا ومعهم قرد، وبينما هم فى عرض البحر حدث
حادث للمركب أدى إلى غرقه، فأخذوا يسبحون إلى أن وصلوا إلى جزيرة مهجورة وهم فى
حالة من الإعياء الشديد، فقرروا أن يقضوا بقية اليوم فى البحث عن مواد غذائية على
الجزيرة، حتى يأمنوا حياتهم من الموت جوعا، فوجدوا أنه لا توجد ثمار على الجزيرة
المهجورة سوى ثمار جوز الهند، فقاموا بجمع كمية كبيرة، ونظرا للإرهاق الشديد الذى
عانوه طيلة اليوم قرروا تقسيم الثمار بينهم فى صباح اليوم التالى، ثم ذهبوا إلى
النوم.
وبينما كان الكل نيام إستيقظ أحدهم وجال بخاطره انه قد يكون هناك خلاف حول
تقسيم جوز الهند في الصباح، أو حدوث أى شئ قد يغير من الظروف المحيطة بهم، فطرأت
له فكرة تقسيم جوز الهند إلى خمسة أكوام، وحصل على نصيبه وخبأه فى مكان أمن وعندما
قسمها إلى خمسة أكوام تبقت ثمرة جوز هنا فقام بإعطائها للقرد، ثم أعاد الأكوام مرة
ثانية إلى كوم واحد.
نفس الفكرة أتت للشخص الثانى فقام بتقسيمها إلى خمسة أكوام، ووجد أن ثمرة جوز
واحدة تبقت بعد القسمة فقام بإلقائها القرد، وقام بتخبئة نصيبه فى مكان أمين.
هكذا قام كل واحد من البحارة الخمسة بنفس الشئ، أى بتقسيم ثمار جوز الهند إلى
خمسة أكوام، والإحتفاظ بكوم له، وبأنه فى نهاية كل قسمة تتبقى ثمرة جوز هند واحدة
فيتم إعطاؤها للقرد.
فى الصباح إستيقظ البحارة الخمسة وقاموا بتقسيم الكمية الباقية من ثمار جوز
الهند، بعد أن لاحظ كل واحد منهم أن الكمية المتبقية قليلة عما كانت بالأمس، لكن
لأن كل واحد منهم أخذ جزءا منها فلم يتحدث أى منهم عن نقص الكمية، وعندما فرغوا من
التقسيم لم يتبق شئ.
كم كان عدد ثمار جوز الهند الذى تم جمعه من على الجزيرة المهجورة؟
بعد نشر القصة فى الجريدة والتى لم تذكر حلا للمسألة توالت الرسائل على
الجريدة بحلها، لدرجة أنه فى الإسبوع الأول من نشر القصة وصلت إلى دار النشر 2.000
رسالة، فقام رئيس التحرير بإرسال برقية إلى بن ويليامز يسأله عن عدد ثمار جوز
الهند، ولقد أخذت هذه المسألة إهتماما كبيرا إستمر لمدة 20 سنة للبحث عن حلول
أخرى.
ويقال أن هذه القصة مأخوذة من قصة قديمة تختلف بعض الشئ عنها، وهى أنه عندما
إستيقظ الخمسة قاموا بتوزيع ثمار جوز الهند إلى خمسة أكوام فتبقت ثمرة واحدة قاموا
بإعطائها للقرد، فهل تعرف كم كانت كمية جوز الهند التى جمعوها.
هذه المسألة تعتبر من المسائل المعقدة رياضيا والتى يتم إستخدام المعادلات
الديفونتيه فى حلها، وهى المعادلات التى قام بدراستها لأول مرة العالم اليوناني ديوفانتوس والذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد في الإسكندرية.
وحل مسألة بن ويليامز أن عدد ثمار جوز الهند الذى تم جمعه هو : 3121 والتى
تعادل : 5^5 – 4 = 3121.
أما المسألة القديمة التى إقتبس بن ويليامز قصته منها فحلها هو : 15621.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق